كتب السياب قصيدة المومس العمياء عام 1954، وقد ساعدته خبرته الشخصية وتجربته على أن يرسم صورة واقعية للعلاقات في المبغى، وساعده خياله كذلك على خلق قصة مؤثرة بطلتها مومس أمتد بها العمر فأصبحت عمياء غير مرغوب فيها. لكن الشفقة لم تكن هدفه في هذه القصيدة، وإن كانت عنصراً قوياً فيها وإنما كان هدفه إن يعرض الشقاء البشري الذي لا مبرر له، ويعري الظلم الواقع في الدنيا. فلو كان العدل يسود المجتمع لزال منه كلّ شقاء. لكن البناء الاجتماعي غير عادل، ولاسيما في توزيع الثروة والسلطة، لذلك فأن الشقاء منتشر بين الناس.